لقد كانت المدرسة الكلامية الاشعرية من اهم المدارس الفكرية التي ظهرت في العالم الاسلامي وكان لها دور كبير في تدعيم مذهب اهل السنة والجماعة فقد انتهجت منهجا وسطا بين النقل والعقل في ادلتها وحججها ومكانها ذلك من ان تلقى القبول بين اوساط الخاصة من العلماء والعامة من الناس فهي لم تسرف في استخدام العقل ولم تسرف في الجمود على النص بل وزنت بينهما وجمعت كل سمات الاعتدال. وتميز اتجاهان في هذه المدرسة الاشعرية تفاوت بين علمائها في ذلك بحسب فهمهم لاولوية الادلة النقلية والعقلية: والاتجاهان اما المتقدمون ومنهم موسسها ابو الحسن الاشعري والباقلاني والجويني والغزالي وغيرهم والاتجاه الاخر هم المتاخرون ومنهم الرازي والبيضاوي والايجي والتفتازاني وغيرهم. والاتجاه الاول يمثل الميل نحو النصوص اكثر مما كان عند المتاخرين ،لكن المرجعية الاساسية كانت في المدرسة كلها للنص وقدسيته واما اثبات العقيدة فكان اما النصوص او حجج العقول . والكتاب هو اطروحة دكتورا مقدمة الى جامعة بغداد. تتكون الاطروحة من خمس فصول معها مقدمة وخاتمة وتوصيات فكان الفصل الاول في مباحث تمهيدية عن علم الكلام ومفهومه وحكمه بين المانعين والمجوزين وما يتعلق به. الفصل الثاني كان عن مناهج الاستدلال الكلامي عند الاشاعرة. اما الفصل الثالث فقد كان في الاتجاهات النقلية في المدرسة الاشعرية . والفصل الرابع فكان في التجاهات العقلية في المدرسة الاشعرية . الفصل الخامس فكان في مواقف علم الكلام والمدرسة الاشعرية من النقل والعقل